الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

نعم ... مازلت أكتــب !

  
أمسكت بالقلم ..  وفتحت دفتري 
أستقل أنا تلك الحافله في طريق عودتي الي المنزل بعد يومٍ دراسي شاق ..
صفحةُ بيضاء فٌتِحت وضعت علي أول سطرٍ فيها ..

 "نٌقــطه" ،،!

مللت النظر اليها والقلم مازال واقفاً .. لم يحرك للأمام ساكناً !
إلي ذلك الطريــق أخذت انظر ..
اترقب .
..وربما احاول ان افكر !

كل شيء يتحركـــ .
الأشجار.. المياه ..
المنازل والطيور وحبات الرمال علي الرصيف !
ومازالت صفحتي بيضاء .. 

تتأكل المسافه ويزداد منزلي قرباً .. 
ترتعش يداي ومداد قلمي أخذ يغلي .. 
الورقة تنادي .. الاسطر تبكي ... وتأبي كلماتي أن تنطق !
أفكر وأفكر ... لا شيـــئ .. !

أكتب كلمة في عقلي .. وملايين الكلمات يئن بها قلبي 
ولكن بلا جدوي .. صفحتي تزداد بياضاً ..
ويداي تزداد ضعفاً وارتعاشاً 
أنظر الي الاشياء ولا أراها ... فقط خربشات وأشكال غير منتظمه ....
بياض صفحتي ملأ الدنيا بياضاً .. 
لا أستطيع تمييز أي شيئ 
حالة من الاسبهلال تجتاحني !

لا أري ..
لا أسمع ..
وبكل تأكيد لا أتكلم !

تستوقفني تلك النداءات ...
ذلك السائق صاحب الصوت الاجّش يصرخ..
."حد نـــــازل هنا " ؟؟
أنظر من زجاج تلك النافذه -بفتور- لأتاكد ان محطتي لم تأتي
.. وأن موعد نزولي لم يحن بعد !!
فأجاوبه بالصمت ... 

مازلت ممسكة بالقلم ..
ومازالت عيناي معلّقةً بين تلك الاسطر الخاويه 
أغمض عيني لحظةً في محاولة مني لاستجماع قوتي وافكاري .. 
اغمضها
علّني اري تلك الكلمات الباهته فأكتبها ...!
ولكــــن يبقي الحال كما هو .. 

لا شيـــئ لا شيـــئ لاااا شيـــــــــــئ !

استفيق مرة أخري علي ذلك الصوت ولكنه بعنف أقوي هذه المرة ..
يناديني السائق بقسوه
والاستغراب يرتسم علي ملامح وجهه الحاده :
"يا آنسه .. يا آنسه .. آخرنا هنــا .. مش نازله ولا ايـــــه ؟ " 

أنظر اليه ولا استطيع تمييز كل كلماته ولا حتي ملامح وجهه .. 
أقول بكل بروود وهدوء ..
"حـــاضر !!" 

علي ذلك الكوبري اخذت أمشي بخطوات متثاقلة .. وكأنني احمل فوق رأسي جبلاً 
كل شيء يدور من حولي ... 
أمسك بدفتري -ذلك الضخم- وكأنني اتشبث به كي لا اخرّ علي الارض ساقطةً !!
هـواء قوي يتخبطني .. 
يطير خمــاري ، ، 
يمــــيناً ويساراً ولا يهدأ من شدة الهواء .. !

بالكاد استطيع الوقوف منتظرة تلك المواصله -الثانيه- التي توصلني الي بيتي ...
أٌشـــير بيدي الي احد تلك العربات ..
فتقف واركب أنا .. !
خرجت حروف عنواني التي نطقت بها بشقّ الانفس .. 
ما زالت أكتب ... 
لاح منزلي امامي من بعيد .. 
كدنا نصـــل !!

أكتب واكتب
وارتعش بطريقه هيستيريه ،،
نعم  -رغم حالتي هذه -مازلت أكتـــب !!
رغم ذلك الألم الذي بدأ يسري ..رغم ذلك العرق الذي اغرق بنداه وجهي 
اكتب .. اتشبس بقلمي .. واحضن دفتري !!

يتوقف فجأة ويقول :"هنــــا ..؟؟؟" .. 
يا آنسه .؟؟!!

................ 

زَهْــــــــرَهْ !













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق